|
|
مناسبة القصيدة :
لعل اناسا في المحاريب خوفوا
|
اللزومية الحادية والأربعون:
(وهي اللزومية الخامسة بقافية الباء) حسب شروح لزوم ما لا يلزم : (بحر الطويل)
عدد الأبيات (5)
تبدل الصورة على المادة: (1)
الباء المضمومة مع الراء: (2)
ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها .
وهي القطعة الحادية والأربعون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص116 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية:
ويح الإنسان ما أشدَّ غروره وأكثر الرياء فيه
ما أعظم انخداعه بالأسماء والأشكال، وأقل اطلاعه على الحقائق واعتباره بالمواعظ.
لقد قام منه في المحاريب أناس يعظون ويخوِّفون وينذرون ويبشرون، ففتنه مقامهم وخدعه منطقهم. ولو أنه حقق فيهم النظر وأجاد عنهم البحث، لما وجد بينهم وبين أولئك الشَّرْب يُطرِبون أنفسهم بالألحان ويغذُّونها بابنة الحان، فرقاً ولا خلافاً.
فإن صلاة لا يراد بها إلا الكيد والرياء لا تنفع صاحبها شيئاً ولا تغني عنه قليلاً ولا كثيراً.
وربما كان متعمد المعصية أقرب إلى الله من متكلف الطاعة.
كلٌّ في نفسه ضال جائر، يسلك إلى الفناء المطلق سبيلاً قد سلكها الناس من قبله. هنالك في تلك الغاية الخالدة يستوي التقي والشقي، ويأتلف الخيِّر والشرِّير.
ألا فلتعرفوا أنفسكم أيها الناس، ولتكفُّوا من غروركم؛ فإنما أنتم مادة تتشكل أشكالاً مختلفة، وتتصور صوراً متباينة. لا تفخروا، فما أعرف لكم في الفخر حقًّا، إنما أنتم من الفخَّار خلقتم وإلى الفخار تعودون. ألا رُبَّ فاخر منكم قد ملأ فمه الفخر، وقد أولع بما يقدِّمه إليه الناس من المدح والثناء، قد عاد إلى أصله ورجع إلى مادته بعد حين، واتخذ الناس منه الآنية يبتذلونها في الطعام والشراب متنقلين بها من بلد إلى بلد ومن قطر إلى قطر.
ويحي له، لو درى ما سيُصنع به أو عرف أنه سيتغرَّب بعد موته، فتنقل الآنية المتخذة من جسمه في الأقطار والأقاليم؛ لما عُني بالفخر ولا هام به، ولما كدَّ نفسه وأشقاها فيما تكلِّفه الحياة من آمال وأخطار.
** **
أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر.
(1)حرف الباء- الباء المضمومة مع الراء -: ص 89 شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2.
(2) فصل الباء- الباء المضمومة مع الراء-: ص 262 تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر.
*
تعليق موقع المعري:
وكان المرحوم عبد الوهاب عزام قد تناول نشرة الدكتور طه حسين والأنباري بالنقد فور صدورها في مقالتين نشرتا في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ( المجلد 30ج3 /1955م-1374هـ، والمجلد31 ج3/1956م-1375هـ ) ويظهر من كلامه أنه لم يطلع على شرح البطليوسي لما اختاره من اللزوميات لأن نقده خلا من الإشارة إلى ما نقله طه حسين حرفيا من كلام البطليوسي في كل ما شرح من اللزوميات ولم ينسبه إليه وقد ارتأينا أن ننشر كلام عزام في هامش كل بيت تناول فيه نشرة طه حسين والأنباري بالنقد (ونشير هنا إلى أننا نشرنا مقدمة نقده كاملة في شرح اللزومية السادسة) والبيتان اللذان تناولهما بنقده من هذه اللزومية هما البيتان (3،4)
فَلا يُمسِ فَخّاراً مِنَ الفَخرِ عائِدٌ=إِلى عُنصُرِ الفَخّارِ لِلنَفعِ يُضرَبُ#
لَعَلَّ إِناءً مِنهُ يُصنَعُ مَرَّةً=فَيَأكُلُ فيهِ مَن أَرادَ وَيَشرَبُ#
المعنى بَيّن، يريد أبو العلاء: لا يكن فَخّاراً، أي كثير الفخر، من هو عائد إلى أن يكون فَخّاراً فيضرب للنفع أي تُصاغ منه آنية ينتفع بها.
وهذا ما بينه في البيت الثاني: لعل إناء ..الخ.
ويقول الشارح: (وللنفع يضرب أي هذا حديث يساق ليفيد الناس منه عظة وعبرة).
فانظر كيف حاد عن المعنى وقطع سياق الكلام.
|
|
|