البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
القصيدة : كان الربيع الحي روحا حالما

الشاعر: أبو القاسم الشابي

أخفاء الحركات (لقراءة أسهل)

القافية : باء - صفحة 1   ( عدد الصفحات : 3 )

1    كان الربيعُ الحيُّ روحاً حالماً غضَّ الشَّبابِ مُعَطَّرَ الجلبابِ
2    يَمْشي على الدّنيا بفكرةِ شاعرٍ ويطوفُها في موكبٍ خَلاَّبِ
3    والأفْقُ يملأهُ الحَنانُ كأنَّهُ قَلْبُ الوجودِ المنتجِ الوهَّابِ
4    والكونُ من طُهْرِ الحياةِ كأنّما هو معبدٌ والغابُ كالمحرابِ
5    والشّاعرُ الشَّحرورُ يَرْقُصُ مُنشداً للشَّمسِ فوقَ الوردِ والأعشابِ
6    شعْرَ السَّعادةِ والسَّلامِ ونفسهُ سَكْرى بسِحْر العالَم الخلاّبِ
7    ورآه ثعبانُ الجبال فغمَّه ما فيه من مَرَحٍ وفيْضِ شبابِ
8    وانقضَّ مضْطَغِناً عليه كأنَّه سَوْطُ القضاءِ ولعنةُ الأربابِ
9    بُغِتَ الشَّقيُّ فَصاح في هول القضا متلفِّتاً للصَّائل المنْتابِ
10    وتَدَفَّق المسكينُ يصرخُ ثائراً ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي
11    لا شيءَ إلاَّ أنَّني متغزّلٌ بالكائناتِ مغرِّدٌ في غابي
12    ألْقى من الدّنيا حناناً طاهراً وأبُثُّها نَجْوى المحبِّ الصَّابي
13    أيُعَدُّ هذا في الوجود جريمةً أينَ العدالةُ يا رفاقَ شبابي
14    لا أين فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا رأيُ القويِّ وفكرةُ الغَلاّبِ
15    وسَعادةُ الضَّعفاءِ جُرْمُ ما لهُ عند القويِّ سوى أشدِّ عِقابِ