البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : لعل نجوم الليل تعمل فكرها


اللزومية الثانية و الثلاثون بعد الثلاثمائة: وهي من لزومياته التي خلع فيها عنان الحلم وقال ما بدا له وأخطر ما فيها الأبيات الخمسة الأخيرة : عَدِمْتُكِ يا دُنِّيا فَأَهلُكِ أَجمَعوا=عَلى الجَهلِ طاغٍ مُسلِمٌ وَمُعاهِدُ# فَمُفتَضِحٌ يُبدي ضَمائِرَ صَدرِهِ =وَمُخفٍ ضَميرَ النَفسِ فَهُوَ مُجاهِدُ# أَخو شَيبَةٍ طِفلُ المَرادِ وَهِمَّةٌ =لَها هِمَّةٌ في العَيشِ عَذراءُ ناهِدُ# فَوا عَجَباً نَقفو أَحاديثَ كاذِبٍ=وَنَترُكُ مِن جَهلٍ بِنا ما نُشاهِدُ# لَقَد ضَلَّ هَذا الخَلقُ ما كانَ فيهُمُ = وَلا كائِنٌ حَتّى القِيامَةِ زاهِدُ# وأخطأ المرحوم عزيز زند فتصحفت عليه كلمة (زاهد) إلى (راهد) مع شرحها ! (وهي اللزومية الرابعة في قافية الدال / عدد أبياتها 8) (بحر الطويل): مكره في مجيئه وذهابه: وقال أيضاً في الدال المضمومة مع الهاء: =الصواب أن يقال مع الهاء المكسورة= ص402- شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. ******************** سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل قاعد وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر . وننوه هنا إلى أن البيت (8) هو القطعة رقم (27) من كتاب "زجر النابح" ص42 لأبي العلاء وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: لَقَد ضَلَّ هَذا الخَلقُ ما كانَ فيهُمُ=وَلا كائِنٌ حَتّى القيامةِ زاهدُ# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في هذا البيت: هذا بيت فيه إقرار بالقيامة، وأما نفي الزهد عن بني آدم فيحتمل وجهين: أحدهما أن يكون محمولاً على أن أكثر الخلق كذلك. لأنّ الرغبة إذا كانت في الأكثر [و] كان الزاهد إنما يوجد غريباً، جاز أن يُخبرَ عن ترك الزهد بلفظ العموم والمراد غير ذلك. وقوله تعالى: (وما أنت بمسمع من في القبور).(1) المعنى: إلا إذا شاء الله أن يسمعهم أو يُنشروا في المحشر وهم سامعون مبصرون وقد رُوي أنّه عليه السلام وقف على قليب بدر وفيه من قُتل من قريش فنادى بعضهم بأسمائهم، ثم قال: (هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟).(2) فقيل له يا رسول الله، هل يسمعون؟ فقال: إنهم ليسمعون ولكن لا يستطيعون جواباً. والآخر أنّ الزهد تختلف أنواعه فلا بدّ لابن آدم من رغبةٍ في الدنيا التي يعلم أنّها زائلة. وإنّ الرغبة تختلف فتكثر أحياناً وتقل. وقد جاء ذلك في الحديث لما ذكر عند النبيّ صلى الله عليه معنى قوله: (من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) فقال الحاضرون: كلنا نكره الموت! فرغبة الإنسان في الحياة تدل على أن زهده غير كامل وإن كان تاركاً لأنواع الشهوات. وقد نطق الكتاب الكريم بذم الإنسان، قال عز من قائل: (إنا عرضنا الأمانة على السَّموات والأرضِ والجبال فأبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها وأشْفَقْنَ منها وحَمَلَها الإنسانُ إنَّه كانَ ظلوماً جهولاً).(3) فالإنسان هاهنا شائع في الجنس عام لمن خُلق ولمن لم يُخْلَق بعد، إلا خصائص يجوز أن يُستثنى في النية على ما تقدم من القول. وقد عُلِمَ أن الظلم والجهل خلقان مذمومان، وقد أقرت بهما الأنبياء بشهادة الكتاب العزيز، من ذلك قوله: (لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فقد وضح أنهما بالأكل منها قد أطلق عليهما الظلم؟ وقال حكاية عن موسى عليه السلام لما وكز الرجل فقتله: (قال ربِّ إنّي ظلمتُ نفسي فاغفرْ لي فَغَفَرَ له إنّه هو الغفور الرحيم) وقال في الحكاية عن آدم وحوّاء: (قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين). هذا كلام الشيخ أبي العلاء. 84_(آ).


الى صفحة القصيدة »»