البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : أوى ربي الي فما وقوفي


اللزومية الحادية والستون بعد الستمائة: وهي من لزومياته في الحض على مكارم الأخلاق ومن نوادرها قوله: زَوائِرُ بِالعَشِيِّ وَمِزْرُ شُربٍ=يُكَثِّرُ مَرْزَياتِكَ وَالزَّواري# وهي من لزومياته التي جرّت عليه المطاعن ورد على منتقديه في "زجر النابح" ردودا مطولة أهمها الرد الذي يتعلق بسخريته من التوراة في قوله: ولا تقبل من التوراة حكماً=فإن الحق عنها في توارِ# أَرى أَسْفارَها لِيَهُودَ أَضْحَتْ=بَوَارِيَ قَدْ حُسِبْنَ مِنَ البَوَارِ# اما رده على البيت الأخير فهو من جنس روده التي وصفناها سابقا بانها اسم بلا مسمى، فهو يشبه الطائفات حول الكعبة بالطائفات حول دُوَار أحد أصنام الجاهلية، وكانت الصدفة أن دُوّار من أسماء الكعبة أيضا ! انظر تعليقنا على البيت وما نقلناه من الخلاف في (الدوار) وفي رده الأول على منتقديه في هذه اللزومية قوله: فليت شعري عن هذا المتكلم المعترض: بعقل أم بغير عقل؟ إن زعم أنه بعقل فقد نقض ما أنكر وإن زعم أنه بغير عقل فقد شهد على نفسه بالجنون وهي اللزوميةالحادية و الثمانون بعد المائة في قافية الراء / عدد أبياتها17) (الوافر): لا تنظر إلى الغواني: الراء المكسورة مع الواو : ص755_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. ودمج ابن قضيب البان هذه اللزومية مع اللزومية السابقة (660) ضمن قطعة واحدة. ***** سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل بارك وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. ماعدا البيت (1،2،3، 7،12، 13، 16) من الأبيات التي اختارها أبو المعالي الحظيري" المتوفى سنة (568)هـ "صاحب "زينة الدهر" في كتابه "لمح الملح" مج 1ص500. والجدير بالذكر أن البيتين (11و12) هما القطعة رقم (67و68) والأبيات (8، ،9، 15، 16،17) هي القطعة رقم (69) من كتاب "زجر النابح" لأبي العلاء ص122 وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: عليك العقلَ فافعل ما رآه=جميلاً فهو مُشْتار الشوار# ولا تقبل من التوراة حكماً=فإن الحق عنها في توارِ# (67):* قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الأول: قد تكرر القولُ في أنّ الجمل تحذف منها أشياء وهي مُرادة في المعنى، كالأمكنة والأزمنة والأنباء المتعلقة ببعض الشخوص دون بعض. وليس في الأرض بالغ ولا دون بالغ يجوز بيعه و(لا) (1)شراؤه أو يُسلم في المكتب يرجى بذلك منفعته إلا وهو يستعمل العقل. فليت شعري عن هذا المتكلم المعترض: بعقل أم بغير عقل؟ إن زعم أنه بعقل فقد نقض ما أنكر وإن زعم أنه بغير عقل فقد شهد على نفسه بالجنون. وإنما المعنى: عليك بالعقل تستعمله في بيعك وشرائك وطلب المصلحة لنفسك و [افعل ما يرى] (2)فعله من برّ وصدقه. فهذه جملة يخرج منها ما أمِرَ به الناس من تركِ المعقول [ لما] (3)أمر به الأنبياء صلى الله عليهم(4). ويقال لهذا المعترض: أخبرنا عن قوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) (5). أبعقول أُمِروا أن يتدبروه أم بغير عقول؟ وكذلك قوله: (فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الأَبْصَارِ)(6) أفأصحاب العقول خاطب أم من هو جار مجرى السَّوام؟ ولو كان العقل لا يرجع إليه لما كان لقوله تعالى: (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا) (7) معنى يُفاد لأن [ العقل إذا لم يُرجع إليه فإنه لا(8)] فضيلة له على السفه؟ (هـ). هذا كلام الشيخ أبي العلاء. 166_ب. (68):** قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الثاني: (9) العجب لإنسانٍ يدعي أنه من المسلمين ثم ينكر بعد ذلك ما ذكر في هذا البيت من أن التوراة حكمها غير صحيح، فقد ألزم نفسه أن يسبت مع اليهود وأن يحرم ذبائح المسلمين وأن يُعيد عيد النهشة وعيد الفطير. وإذا قُضي له أن يمرَّ ببيت المقدس خرق ثيابه ولَطَمَ وجهه كما يفعل بنو اسرائيل! فليت شعري عن هذا المتسرع إلى ما هو غنيٌّ عنه: هل أكل مضيرة(10) في هذا الربيع؟. فإن أكلها في التوراة حرام! ومن يقول هذا المقالة لا يجوز أن يُشغل وقت في الرّد عليه. وقول القائل: ......=فإنّ الحق عنها في توار# أي أنها قد غيرت وليست التي نزلت على موسى صلى الله عليه. وقد روي في بعض الأخبار أنهم في عهد بخت نصَّر (11)طمروا التوراة فتلفت في الدفنِ. فأدركهم لذلك خطب عظيم. فرجعوا إلى رَجلٍ كان يدّعي حفظها أو يظنون به ذلك، فزاد فيها ونقص وأوقع بها التغيير. ومع هذا فإنها منسوخة بالقرآن فقد وجب ترك حكمها والأخذ بما هو مسطور فيه. وروي أن كعب الأحبار(12) جاء بعض ولاة الأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ومعه كتابٌ مشرَّم أي: مُشقق قد أبلاه القِدم فقال: هذه التوراة أفتأمرني أن أقرأها على الناس؟ فقال: إن كنت تعلم أنها التوراة التي نزلها الله على موسى فاتلها في آناء الليل وأطراف النهار، وإنما هذا إعلام [ أن التوراة لا يقبل حكمها](13) فقد جرى عليها تبديل وفساد (هـ). هذا كلام الشيخ أبي العلاء. (69)*** لو كان للدين مُسكة أو للمتظاهر به بقية لوجب أن يُقابل هذا المخترص بما يستحق. ألم يسمع قبل هذا البيت: تَطَلَّعُ في سوارك...البيت. و وإنْ مَرَّ الصِّوارُ....البيت. أنكرَ من يَطَّلِعُ إلى جاره فينظرُ إلى حرمه ونهى التلفت إذا مرَّ الصِّوار-وهو هاهنا السِّرب من النساء شُبه بالسرب من بقر الوحش-فزجر عن التفات الرجل إلى النساء إذا فاحت منهنَّ الروائح الأرِجَة. والمسك يسمى صوارا. قال الشاعر: إذا مرَّ الصِوارذكرت ليلى=وأذكرها إذا فاح الصوارُ#(14) و (مُطَّردُ النسيم) يحتمل وجهين: أحدهما أن تكون الأرض التي يطرد النسيم منها، لأن الطيب إذا تنسمت له الريح اشتد تضوعه لذلك. الآخر أن يكون (مطرد النسيم) مرادا به الأنف والمنخر. وكذلك فسروا قول الشاعر في وصف الفرس: وكأن مطرد النسيم إذا جرى=بعد الكلال خليتا زنبور#(15) والمعنى: (16) أغْضِ أيها الناظر عن النساء ولا تشوف إليهنّ حتى يكون جاهلاً بأمورهن فلا تدري: أعوانٍ طفنَ بالكعبة أم عذارى في دوار وحتى يستويا عندك فلا تنظر إليهن وقد كان المتمردون من شعراء الإسلام يصفون نظرهم إلى حواجِّ البيت قال عمر بن أبي ربيعة: وكم ماليء عينيه من شيء غيره=إذا راح نحو الجمرة البيضُ كالدمى#(17) وقال آخر: ذكرت ابنة الجوديّ ليلى على النوى=فما لابنة الجوديّ ليلى وما ليا# وكيف تُلاقيها بلا ولعلها=إذا الناس عجوا قائلا أن تؤاتيا#(18) هذا كلام الشيخ أبي العلاء. على هذه الأبيات.(167-آ). *من قصيدة لزوم م لا يلزم (1-401) مطلعها: أَوَى رَبّي إِلَيَّ فَمَا وُقُوفي####عَلى تِلْكَ المَنَازِلِ وَالأَوَارِي؟ **ومشتار الشوار أي خير نصيح ومشير. والشوار: مصدر شاور في الأمر بمعنى استثار. ومشتار: اسم فاعل من اشتار العسل أي اجتناه من خليته. *** من القصيدة آنفة الذكر. وكل بيت من أبيات هذه القصيدة مبني على المجانسة بين إحدى كلماته وكلمة القافية. وجوار الدار: فناؤها وما حاذاها، والجواري: جمع جارية. والسوار-في صدر البيت الثاني: سور الدار وحائطها، وفي آخره: نوع من الحلي معروف. والصوار-في صدر البيت الثالث: السرب من النساء وفي آخره: المسك. وقوله فوار-في صدر البيت الرابع: من ورى الزند بمعنى انتقد وخرجت ناره والفواري في آخره: جمع فارية من فرى، يفري بمعنى قطع. والدوار-في صدر البيت الخامس بفتح الدال أو ضمها مع تشديد الواو-الكعبة ودوار_ في آخر البيت بتخفيف الواو- اسم صنم. (1)كذا، والمعنى يستقيم بحذف (لا). (2)و(3) ما بين القوسين مطموس في الأصل وقدر بمقتضى سياق العبارة. (4) سبق لأبي العلاء أن عرض هذا المعنى في رده على المعترض عليه في قوله: (تناقض ما له إلا السكوت له...البيت) فقال: هذا مستنبط من الكتاب العزيز والحديث لقوله تعالى: (آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فأمروا بالرضا والتسليم لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يرجعوا إلى ما قال إذا لم تدرك العقول شيئا مما في الشريعة. (انظر النص 64). (5)سورة النساء 82، وسورة محمد 24. (6) سورة الحشر: 2. (7)سورة النساء (5). (8)ما بين القوسين مطموس في الأصل وقدّر بمقتضى سياق العبارة. (9)الذي صدره(ولا تقبل من التوراة حكماً). (10) المضيرة: نوع من الطبيخ عرفه العرب منذ القديم وهو اللحم في اللبن المضير أي الحامض وأكلها محرم عند اليهود ككل طعام ذي روحين وذلك على مبدأ: لا تأكل الحمل بلبن أمه. (11) بختنصر الثاني أو الكبير مالك بابل الذي خرب مملكة يهوذا وعاصمتها بيت المقدس سنة 587 قبل الميلاد. (12) هو كعب بن مانع الحميري من التابعين كان من علماء اليهود في الجاهلية وأسلم في زمن أبي بكر وعنه رُوِي كثير من أخبار الأمم الأخرى توفي سنة 32 هـ في مدينة حمص (الأعلام 6-85). (13) ما بين القوسين مطموس في الأصل وقدر بمقتضي سياق العبارة. (14) ورد البيت في مادة: صور في كل من (اللسان) و(مقاييس اللغة) بدون نسبة وفيهما لاح بدلاً من مرّ، ونفح بدلا من فاح. (15)أورده كل من (اللسان) و(مقاييس اللغة) في مادة (طرد) بدون نسبة. ومطرد-بفتح الراء-: مكان اطرد النسيم. (16) أي معنى البيت الذي هو موضع الاعتراض. (17)الجمرة: موضع رمي الجمار بمنى وهي جمرة العقبة. (18) عجبّوا: رفعوا أصواتهم بالتلبية في الحج.


الى صفحة القصيدة »»